إعياء الوجود
ماذا لو أن أول فكرة تطرأ عليك في دقائق اليقظه الأولى هي:
سأمارس الحياة مجدداً اليوم لابد أن أكون ممتناً للحياة لكن كل ما أشعر به هو وعثاء الحياة و ثقل العالمين على ظهري الضعيف و كأني أحمل أثقال المشاعر و التاريخ و المذابح و الفراق و الحروب و القتال و الأمل و الحزن و اليأس و كل ما يمكن إستشعاره على هذه الأرض يقف كل صباح على كتفي ..
أتنهد و قفصي الصدري يتقلص و استشعر حرقة الوجود أطلق الهواء للخارج مرة أخرى أحاول جاهداً طرد شيطان الكسل .. تنهيده أخرى و حرقة في صدري .. يتجاوب جسدي .. يتجاوب قلبي مع كل هذه الأوهام الكئيبة و يدق مسرعاً يخفق ليذكرني بأني حي .. بأني هنا .. بأن عضلة صغيرة لازالت تقاتل لتذكرني بمعني الحياة و غياب الموت تنبض و أتذكر مع كل خفقه بأني روح .. جسد .. عقل .. شخص ما.
أنهض عن السرير البارد الأرض تبدوا مستديرة اليوم فرأسي يدور و أستشعر حركة الأرض بشكل مزعج, أجلس على الكرسي حتى تعيد لي الأرض إتزاني .. أشعر بالفراغ أحاول جاهداً أن أتذكر ما هو اليوم ؟ أتذكر جيداً حٌزن البارحه و الألم الموعود غداً لكن أجهل معالم اليوم, أجهل أي رقم من التاريخ سيتشكل فيه هلعي.. لكن أدرك تماماً أن جهل الوقت هو أسعد لحظات التعاسه.
وقفت مجدداً محاولاً البحث عن وجهي في مرآة المنزل .. أمشي و الهدوء يزين المكان ..
أشعة الشمس خجولة تختبأ خلف الستائر و بعضها قد وصل .. أقف و أجلس أمام النافذة استشعر حرارة الشمس و الحياة خارجاً و أشعر أن الأشجار تدعوني و أن الهواء خارجاً ينزع اليأس و يحرك الأغصان كأنه يٌحيها ..وددت لو أستجيب دعاء الهواء و أخرج و أحتضن التراب و أستلقي تحت شجرة ما لكني مصاب بإعياء الوجود و لا أستطيع حتى لو تمنيت ذلك.
فأعود و أنطوي .. أغلق النوافذ .. أجد المرآة و لا أجدني فيها .. أواصل المشي .. أعود للغرفة أستلقي .. أنطفي .. حتى أموت.